خفافاً تنفر إليك الأحزان، ثقالاً ترحل منك تجرجر أقدامها فيك وكآخر خطوة للمنفي تكون خطوتها الأخيرة ثقيلة جداً، وها أنت على إثرها تمشي وتبكي آثارها كما يفعل التائه مع القافلة، هنا سَقطُ حزن لم تحتمله قافلة الأحزان وهنا حزن عابر أخف من أن تتذكره وهناك في الركن القصي من روحك بقايا حزن أماتته لمسة أمك وهنا درع تفاؤلك ملقى كنصب تضعه الحرب بعد أن تضع أوزارها لكنها لا تأخذه إلا من المهزوم؟
وحيثما سرت تطأ هشيما من أشجار فرحك، وكأن القافلة صيف فتكت بأبناء الربيع أوليست الأشجار تنسب للربيع؟! مع أن الصيف من يقويها وقد يقتلها إن استسلمت ولم تظهر أشواكها، ومع كل منزل نزلته القافلة بك ثمة نار،كيف تتدفأُ الأحزان وهي مشتعلة بك؟! وهنا تقف على آخر خطى القافلة وتدير ظهرك للطريق وكأن القوافل لم تأتِ من قبل تباعاً تجدد ظنك أنها آخر قافلة.
محمد العسكر
Commentaires