کبرکان بدأ من الأعلى فورانه لا من الأسفل، يغمض الغضب عينيك وسمعك وحتی عقلك يغشاك.
تصرخ بوجهك المحمر وكأنما تقول: "أنقذوني من نفسي، أنا تعب جدا" غضبك يسيء لك فقط، يجعلك تنفث بسم الكلام حتى تشل نفسك فيه قبل أن يصل لفريستك، أنت كالحيوان أقرب، خطر في خطر، وغضب على غضب، ولن تهدأ حتى بعد الهدوء، فالقبلة نشرت السم، وأشلاء بقايا البركان في مكانها، وكأنها تقول شكرا لأنك غضبت، شكرا لأنك علمتني كيف يمكن لبشر أن يتحول إلى حيوان، وبغمضة عين.
يفضحك الغضب فأنت تغضب لأنك غير راض، فغير حالك لترضى..
تغضب لأنك تحتاج أن تتقن فن كظم الغيظ مع كل فورة. تغضب لأنك تحتاج الصبر. تغضب لأنك لا ترى الأمل، في حين أن أبواب الحلول واسعة وضيقة على من لا يريد أن يراها.
اغضب واغضب واغضب وتعلّم كيف تأتي قبلة الشيطان وجمرته لتبتعد عنها، و تلحظ أنكر الأصوات، كيف تخرج منك لتستعيذ بغيرها، اغضب ولاحظ كيف تغضب لتتعلم عن نفسك لا أن يأخذك بدون استئذان وتطيعه لتقع في هاوية وتكون نهايتك في القاع .

مشاعل الجعيد
Comments