لقطة من تاريخِ الذاكرة، تُكبَّر شيئًا فشيئًا لتكون الحياة برمتها..
التقاطة أخرى من الواقع، على شكلِ صرخةٍ تملأُ المكان هذه المرة.
لقطات أخرى لا يسعها الذكرُ والتفصيل؛ فدوَّامةٌ مشؤومة لم تعد تسمح بلحظةٍ لالتقاطة.
السوادُ لا يمرُّ مرور الكِرام؛ يؤجل رحيله كل يوم، منصبًا نفسه حقيقةً أبدية..
الحياة الحقيقية أصبحت شريط ذكرى مثبَّت على حائطٍ مُهمل.. وحدها لقطةٌ تُعاش.
ترتدي فُستانًا رماديًا؛ ما جدوى الألوان؟ أليست الحياة مجرَّد ذكرى؟
تمشي، ولكن بعكازين، وحقيبتين، كلاهما فارغة؛ ما فائدة الأشياء؟ ألا يتساوى وجودها وعدمها؟
تتقدم، ولكن في محيطِ لحظةٍ واحدة.
تتكئ، ولكن إلى الهاوية..
تنهض، ولكن إلى شؤمِ دوامتك.
تفتحُ لك أبوابها أكثر، تنزلق فيها، تمنحكَ ترقية، ولكن نحو قعرها، فتظن أنك تعلقُ إلى الأبد..
إنَّ بعض الظنِّ إثم.
ألستَ في مركزها الصغيرِ الآن؟ تُمسك زمامها، تدورُ أنت؛ فلم يعد دورانها يؤثر فيك، في القاعِ تُصبح بطل الحكاية.
تنفثُ تعويذة وبسملة، فتَصغرُ الصورة.
تتجردُ من الألوانِ كلها، فهي تكمنُ فيك..
وتمشي خطواتٍ دون سقوط، تتشجع، لتليها خطواتٍ حتى تقفز خارج اللحظة.
ها هي اللحظة تُلتقط إلى خارجَ الزمانِ والمكان والعالمِ الذي تُدركه أنت، تتفتتُ، فتتخلى عنكَ الدوامة، وتركضُ أنت.
هناك، على امتداد خطواتك بساتينٌ قد ماتت تحت أقدامك، ها هي تعودُ من جديد؛ كُتب لها عمرٌ آخر..
لقطة من تاريخِ الذاكرة، تُكبَّر شيئًا فشيئًا لتكون الحياة برمتها..
التقاطة أخرى من الواقع، على شكلِ ضحكةٍ تملأُ المكان هذه المرة.
تكبرُ الصورة التي تضحك. ها أنت.
الشيماء آل فائع

Comments