top of page
شعار مداد.png

لست صديقاً لأحد

وحيدٌ في ظلمةٍ مليئةٍ بالأفكارِ، أنتظرُ لحظةَ الانقضاضِ على أحدِها لأبتلعَها إلى داخلِ أعماقِي.. إلى أعماقٍ أشدَّ ظلمةً وسوادًا، أنا من ابتلعَ تاريخَ هذهِ الأرضِ واحتضنَ بداخلِ أبطالًا، ليقالَ عنهم "كانوا في طيِ النسيان"


لستُ صديقًا لأحدٍ؛ رغمَ أن اسمِي يُرَدَدُ كلَّ يومٍ على ألسنةِ البشرِ، تقتاتُنِي اللعناتُ ألفَ مَرَّةٍ ويُحمدُ وجودِي ألفًا أخرى، ، فذاك فتىً يضرب رأسه في الجدار مئة مرة لعل ذلك الرقم الذي ابتلعته يعاود بالظهور، وهناك رجل يحاول اعتصاري كلما شربت كأسًا من ذكرياته السعيدة، أحيانًا أشفق عليه وأعيد ملء ذلك الكأس أو نصفه ليتوقف عن تحطيم رأسه.


وبين كل هذه المحاولات المريرة يتم طعني بالعديد من الشتائم! يالهم من جاحدين! ألا يعلمون كم من المرات حجبت عنهم الحزن والاستياء؟ ألا أستحق نيل وليمة كبيرة من الذكريات السعيدة كمكافأةٍ لي بين الحين والآخر ؟ أعلمُ بأنَّ وجودِي ثقيلٌ وأن لا أحدَ يتمنَّى استقرارِي في عقلِه، ولكن تخيلْ لو أن هذهِ الحياةَ بلا نسيانٍ، وأن اسمي مُحيَ عن الوجودِ.


تخيلْ في كل مرةٍ تسيرُ في الطريقِ تتذكرُ أسوأَ المواقفِ، وفي أبهجِ اللحظاتِ تأتيكَ تلكَ الذكرِى التعيسة، وحين تضعْ رأسَكَ لتنامَ لا تستطيع نسيانَ مدى الحزنِ الذي يسكنُ قلبَك، ستتوقفُ عن خَلقِ عُذرٍ باسمي، ولن تتهربَ من كلِّ تلكَ الاجتماعاتِ بحجةِ أنكَ نسيتَ موعدَها، وفي دراستِك ستتلاشَى كلُّ تلكَ الأعذارِ بنسيانِ الكتبِ والأقلامِ، لقد وجدت لأصنعَ لكَ عالمًا قابلًا للعيش، لأقلبَ لكَ في كل يومٍ صفحةً جديدةً ناصعةَ البياض.


بقلم الكاتبة: شهد عبدالعزيز


للاستماع:




٣٤ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل
مشاعر

مشاعر

Comments


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page