أتساءل دوماً عن سبب مضي الأيام بشكلها هذا، أحداث متكررة و وجوه متكررة و(آمال) متكررة! هل تجرؤ الأيام على جعل الآمال صورة باهتة من صور العيش كما تجرأت و جعلت من العلاقات والتعلم والأمومة والتساؤل كذلك صورة باهتة؟ هل تجرؤ الأيام على سلبي آخر ما تبقى لي من لون الحياة؛ الأمل؟! سرت في أيامي التي طافت و أنا أتوّج الخسائر. لذة العمل، لذة الحب، لذة الفكرة الجديدة، لذة التجربة الجديدة، كلها كنت قد خسرتها واحداً تلو الآخر. و لكن لازمني أمل طوال ذاك الزمان بأني سأنجو، وألحق بالحياة من جديد، وأتذوق سعادة أعمق مما قبلها. ولكن شكوكي اليوم استولت على آخر آمالي؛ الآمال! هل هي كلام وخيال أجوف هدفه مد عذابي لأطول زمنٍ ممكن؟ ماذا لو تخليت عن الآمال من أول خيبةٍ عشتها؟ ماذا لو طال بي الأمل لستين سنة قادمة و صارت النتائج مثل نتائج اليوم؛ خسائر واهية فقط! هل أفقد أملي اليوم؟ لأتوّج آخر خساراتي و أمضي للجزء الآخر من الحياة؛ الموت؟ هل سيبدو لي الموت اليوم شكلا من أشكال الحياة؟ بطريقة أو أخرى يعيد لي لذة ما؟ هل سينتهي بي المطاف جثة هامدة لا يدري عنها أحداً نتيجة صراعي الطويل مع الحياة و الذي خسّرني كل ما لدي، كل ما حولي! أم أني فقط يجب ألا أتساءل؟
رغد النغيمشي
نص جميل وعميق يارغد، شكرًا لكِ ولحروفك❤️