كان جامع التحف الأثرية منكبا على دراسة تاريخ تلك اللوحات شبه المفقودة بينما الفواتير المتأخرة والخطابات التهديدية بقطع كل الخدمات تملأ مكتبه. آخر ما توصل اليه أنها ممتلكة عائلة ثرية خسرت الكثير مؤخرا لذا فهم يعرضون الكثير للبيع. ارتدى معطفه واستقل سيارة أجرة متجها لقصر العائلة وهو بفكر بكم سيجني من ورائها. أسطورة اللوحة تقول أنها قتلت كل من امتلكها من غير تلك العائلة لذلك قررت تلك العائلة المعتوهة استرجاعها وحبسوها وحيدة طوال تلك السنين في قبو منزلهم. ومع أن المنزل تعرض لحرائق عدة ونجا من الفيضان الأخير بأعجوبة فقد بقيت ولم تتلف. ترجلت من سيارة الأجرة وهو يحيي الحفيد ملوحا بيده، بدا شخصا مريبا، رفض مصافحة يد جامع التحف الممتدة، شعر بالضيق حينما أعطاه الآخر ظهره وأشار له باللحاق به إلى قبو أخذت عيناه عدة دقائق حتى تعتاد مستوى الإضاءة ومع هذا فقد شعر بالعفونة والرطوبة في المكان ولكن مستوى الإضاءة العالي هذا قد يضر باللوحة. ضحك الرجل، شعرت بالانزعاج أكثر، ولكني أردت إتمام هذه الصفقة. شعرت بحرارة غريبة حينما اقتربت من اللوحة، أرتدي قفازات ماصة للحرارة وناولني زوجا. نظر إلي بعينين تغزوها التجاعيد.
- شعرت بها؟
أومأت بصمت في غرفة الجلوس وأنا أحرك ملعقة الشاي
- -هل تعرف قصتها؟
أجبت وبثقة
- بالطبع اللوحة عمرها يزيد عن 250 سنة تعود لتاجر رحال حصل عليها كهدية من ملك في بلاد الهند. ارتحلت اللوحة كثيرا حتى عادت لعائلتكم مجددا بعد النكسة الاقتصادية الأخيرة.
- - حسنا يا سيد، لا يهم اسمك، هذا جزء من القصة، أنقذ جدي الحاكم فأمر حكيما أن يرسم لوحة له كعقاب على عصيان الملك. كان يشتكي جدي من أحد ابنيه التوأم فقد صارا مجنونان بالقتل بعد أن عاد من الحرب وخاف على سمعة العائلة لذا رسم الحكيم اللوحة بدماء جدي لحبس الابن الضال ولكنها كلفت جدي حياته ولكن كان له ما أراد، فقد حبس ابنه و لذا فهو غاضب جدا و يقتل أي أحد يقترب من اللوحة إذا كانت الغرفة مظلمة حيث الظلال كلها تصبح ظلا واحدا فيتهجم عليه ويقتله عن طريق إيقاف ضخ دم القلب. أقل ما يقال عنه جريمة قتل متكاملة الأركان لذا نصيحتي لك: اجعلها دائما في مكان مضيء.
علقت اللوحة على جدار مكتبي بكل فخر تنفست الصعداء لم أحلم يوما بالحصول على لوحة بهذه القيمة، أشعر بالحزن لأني مضطر لبيعها الأسبوع القادم في المزاد. ضغط على زر الرد الآلي فظهر صوت السكرتيرة
- سينقطع الكهرباء هذا المساء، لأن وحدة كهرباء الحي تبقت جراء حادث الصباح سيستغرق الأمر عدة ساعات.
انقطع الكهرباء- سمع همسا أوقف شعر جسده يقول
- أنت محظوظ، وأخيرا رقم 51 شعر بشيء يخنقه ويسحبه إلى مكان ما، كل ما رآه بعد ذلك جدار أبيض خلفه وأمامه مكتبه، ولكنه لا يستطيع الذهاب إليه، كان هناك جدار زجاجي يمنعه من الوصول إليه. أخذ يضرب فيها حتى خرج ولكن مصباحا كهربائيا أضاء بعد أن اقتحم مكتبه رأى ذاته الحفيد بعدها عاد محبوسا في اللوحة.
- - والآن إليك ماذا سيحصل، ستحبس هنا لمئات السنين إلا في حالة أنك نفذت كل ما يطلب منك. إليك عقد هذه اللوحة بعد أن تقتل 50 شخصا سيصبح بإمكانك أن تحبس رقم 51 في اللوحة مكانك لذا هل أنت مستعد للقتل مقابل حريتك؟
لطيفة الخريجي

Comments