top of page
شعار مداد.png

ماذا وراء الدخان؟

كاستنشاق غاز سام .. كلما خرج المزيد من الأحرف من الطرف الذي على الهاتف كلما انتشر الدخان أمام عيناي، لتختفي الصورة التي كان من المفترض أن تصبح سعيدة ،هناك من قام يصوّر حياتي بكاميرا عتيقه .. ذابت الألوان في الأبيض والأسود ولم يبقى من حياتي سوى الشعور برغبة هرب ..

خطواتي تصبح ثقيلة وكأن بعضًا من فكري المزدحم انتقل إليها ..لم يسعه صغر جمجمتي .

أعرف عدد خطواتي بدقة وكأني أمضيت العمر كله أحسبها، سبع خطوات شمالية نحو النافذة ..هناك حيث سنرمي كل ما يزعجنا إلى الأبد (الحياة)

ثمة خيط سخيف يمسك قدماي عن الخطوة الأخيرة ،أسمع صوت مخنوق لرغبة "فليمنعني أحد "

أي أحدٍ ينادي هذا الذي بداخلي، عشت ومت وعشت وأستمر بالموت والآخر يصفق فقط لأجل موتي، ألا يرى شكل الوصية في كتاباتي؟

أما الآن فلا مزيد .. لا من تصفيق ساخر ولا أحرف قبيحة ولا رغبات مخنوقة ، فقط خطوة واحدة وينتهي كل شيء . خطوة أخيرة تستريح كنقطة نهاية لرسالة كاذبة ..

وقفز .



لطيفة الداود


 
 

Comments


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page