top of page
شعار مداد.png

ما الذنب الذي اقترفتْه؟

لم تكن تعلم أنّ المطاف سينتهي بها من قصرها البراق الذي يعجّ بالخدم، لتصبح جثةً هامدةً في قبوٍ مهجور في منزل أحد خدمها.

لم تكن تعلم أنّ روحها ستظلّ محبوسة هناك، وهي تنظر بحرقة إلى مالها الذي يُصرف لإطعام كلّ أولئك الأطفال الجياع، الذين لم تشأ أن تطعمهم في حياتها، تكدّس القرش فوق الآخر، وتنهر الخدم وتستعبدهم ولا ترضى أن تزيد لهم في رواتبهم وهي تعلم أنّهم وعائلاتهم في أمس الحاجة إلى أيّ قرش إضافيّ، حتّى أقدم أحوجهم إلى المال إلى قتلها ودفنها في قبوه...

تستيقظ ذات يومٍ لترى نفسها شبحًا عاجزًا يستجدي وينادي بأعلى صوته ولا يُسمَع، تراهم يأكلون ويضحكون وهي وحيدة لا تجد ما ترتمي عليه حتّى الجدران أبت أن تسندها.

لم يكن ما فعله إلّا جريمة، ولكن ماذا عمّا فعلته هي؟

تفكّر فيما ستفعله فعلى الرغم من غضبها الشديد ممّا فعله بها إلّا رؤية الفرح على وجوه أفراد العائلة بدأت تسعدها حتّى أخذت تراقب ما يفعلونه، حتّى أنّها أخذت تحاول مشاركتهم، تحاول أن تشدّ انتباههم، بإطفاء الشموع بريحها، بتحريك الستائر، أو حتّى أن تظهر في الزجاج علّ ابتسامتها تُرَدّ بأخرى من ثغر طفل بريء، ولكنّها ما أحدثت إلّا ذعرًا لسنوات حتّى همّ خادمها بنبش القبر مرّةً أخرى واستخرج ما فيه من بقايا ليحرقها فتضيع في الفراغ بلا أحد تراقبه فيؤنس وحدتها.



عفراء الزعبي

 
 

1 Comment


shaaimmaa.33
Nov 04, 2020

حزنت عليها وعليهم في نفس الوقت، من أفعالهم 😔😔

شكرًا لقلمك عفراء.

Like

تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page