مضى على وجودي تسعة أيام..
لم أتمنى يومًا أن أكون بهذا الحجم أو بهذا الشكل..
منذ أن ولدت بسبب تضحية إحدى السوائل -لم أعرف ماهيتي، فلم يذقني أحد ولم أمت بعد- وأنا أتساءل ماذا يوجد في الخارج وهل سأموت فور خروجي كما قالت الدجاجة المجمدة، في الحقيقة أود الخروج مهما كان الثمن، فهذا الدجاج محبط، وسيغلب على أمري منذ بداية عمري!
أتطلع لحياتي بعد الذوبان، وقد سمعت البهارات تقول لي أنهم يدعونني بالثلج وأنني مكعب نمطي الشكل غليظ في الكسر وأنني من الغجر لأن لا أصل لي، ولكن ماذا لو كان الغجر هم الأصل؟
مضى يومان آخران ..هل سيجود الوقت بإبعادي عن هذا المكان فأنا أصبحت أغلظ ولا أظنني سأذوب أبدًا بعد كل ما حملوني به، فليس من العدل أن تولد في مكان يوجد به دجاجة مسلوخة وبائسة وبهارات كانت تعيش في الخارج بأمان ثم أصبحت في ثلاجة الموتى كما تقول، ولو أن الأجواء في الداخل مُلهمة، في الحقيقة أظنهم نموذجا مثاليا لِتعرِف الحياة على حقيقتها وببؤسها ولؤمها الكامل، سأروي لك قصصهم، فقد سمعت صوت أحدهم ليلة أمس، ثم تحسسني وكدت أجن عندما لامست يداه أعضائي المسطحة فدرجة حرارتهم مقززة إلى أبعد الحدود وأقصاها وأظن أني سأموت قريبًا..

الدجاجة المجمدة(زينب)..
كانت زينب كبقية الدجاجات تحب ديكًا له صوتٌ يصدح، وعرفٌ ينطح، ومن سوء حظها أحبها وكاد يتزوجها، حتى التقطها أحدهم وبدأ بلف رأسها ونتف ريشها وأرغمها لتسبح في ماء حار وهي لا تعرف السباحة أبدًا! تقصيت كل ألم في نقاط حياتها واستشعرته فأصبحت أغلظ.
ورق الغار(حميد)..
لم تلفتني أبدًا قصة كقصة حميد كان ورق حريري يلتف حوله النسيم، وكل أمنيته أن يتقصى النسمات الباردة والماء العذب وذات يوم قُطف مع زملائه وجُفف وذهبت حيويته تمامًا ورُبط في كيس مع أصدقائه فكانت مصيبته أهون ومكث في مخازن المجهولين عشرة أيام يخاطب زملائه ويلقي بعض النكت حتى جاء أحدهم واقتنص حميد وكسره ورماه مع بهاراتٍ أخرى وأجبره على الزواج منهم جميعهم ، هكذا تم تعذيب وإنهاء هوية حميد وسيتم محو هويتي مثله.
ما الوجود؟
هل معناه أن يكون لك ركن في مكان ما بينما لا أحد يعرف اسمك؟ أم هو أن يعلم الجميع من أنت بالرغم من أنك لست مِلكًا لنفسك؟
ميلاد.ف
Comentarios