لحظات مُرة، ستمر ونتخطى أثرها يومًا، يا أيها العزيز، قلبك جميل وفكرك عظيم وروحك شغوفةٌ حد الشبع، شكرًا وعفوًا لتلك الصفحات المطوية، المليئة بالأحبار والعلامات والتشققات من جور الضغط، هي أيام يداولها الله بين الناس فتارةً لك محبره وأمامك صفحات الحياه البيضاء لتملأ ما تشاء منها، وتارةً أنت الصفحات البيضاء ومن حولك المحابر تتهافت أيها يملؤك لونًا، أنت أقوى الآن وأنا جزء من قوتك!
تلك هي الضريبة التي ستدفعها حتمًا حينما تكون جبانًا ومنطلقًا ومتسلطًا في ذات الوقت، حتمًا أنا كنت أقوى منك قبل أن تُملئ صفحاتي وتُحَمّل أوزارًا من عدم، وحتى أصبحت أنت أقوى، تسلطتَ زمنًا حتى ثبتت أقدامك في الوحل فجعلتُ من نفسي وهنًا لا يُبصره إلا من كان مسمومًا ومعدٍ، شكرًا لتلك الكتب والروايات، شريكتي يومًا؛ بل دهرًا وعُمرًا.
اذهب بعيدًا حتى تتوه ثم عد إلي لأجعلك أكثر مما استطعت أن تكون بنفسك، اذهب متى شئت وعد متى شئت فأنا كالجبل المرتفع حد السحاب، أتحسس من خلالها كل ما يحدث في العالم أجمع، واختار الأفضل والأنسب لي، وأترك المتبقي ليذهب عني، أنا متجذر في القاع ومتمسكٌ بالتراكمات المعرفية والحياة الزاهية، تمُرني ربيع وتغيب عني خريف، حتمًا أنا باقٍ ومستعد للمساعدة إذا طلبتها يومًا؛ يا أيها العزيز اذهب فأنا سأبقى، وإذا عُدتَ يومًا فسأكون لك مأوى!
عبد العزيز سليمان

Comments