top of page
شعار مداد.png

من المتهم فعلا؟

حالة ارتباك شديدة في المنزل، ريم أغلقت باب غرفتها بشدة حتى ملأ البيت صوت دوي الباب، أحمد هرع مسرعاً لسيارته مبعداً عن المنزل، الأم و الأب أصواتهما حتى الآن تتعالى و التأنيب يتناوب بينهما، لينا؛ الأخت الكبرى راحت تبكي في الركن البعيد من المنزل منهارة. كان ذلك نتيجة تبادل الاتهامات في البداية حول سبب انفجار جهاز التزويد بالطاقة الكهربائية للأجهزة الالكترونية، بدأها أحمد بتوجيهه الاتهام للينا التي أفرطت باستخدام المزوّد على لوح الرسم الالكتروني الذي ابتاعته حديثاً، حيث أنه كبيراً ويستهلك طاقة أعلى من قدرة المزوّد. لتصيح لينا نافية ذلك و موجهة الاتهام لريم التي استخدمت هذا المزوّد لمد 3 أجهزة بالطاقة في آن واحد! لتدفع ريم التهمة عنها و توجهها لوالدها الذي جعل المزوّد يعمل ليوم كامل على شحن الكاشف الضوئي الذي يستهلك طاقة عالية دون أخذ حاجات بقية الأسرة بعين الاعتبار! غضب الأب من اتهام ابنته له ووجه الاتهام للأم التي لم تحسن تربية (ابنتها) حتى صارت بهذه الدناءة من الأخلاق ! صاحت الأم بريم مؤنبة إياها على هذا الأسلوب الذي تعتقد بأنها اكتسبته من صداقاتها الجديدة، ثم أنبت الأب بتهربه من المسؤولية من بداية ولادة هؤلاء الأطفال. لترد ريم بأن تسلط أمها الدائم عليها بدأ بإثارة حنقها وأصبح فوق التحمل! و يرد الأب على الأم نافياً حديثها و مستذكراً مواقف قديمة جداً يظن بأنها قد أساءت له واستخفت به! علقت لينا على أحمد بأنه هو من ابتدأ هذا الخلاف، ليرد الآخر بأن أسلوب لينا الملائكي المنافق دائماً أصبح مفضوحاً ! حتى تدخلت ريم واستخفت بتعليق أحمد كونه الأكثر تخاذلا في هذا المنزل تجاه مسؤولياته، ليرد أحمد بأنه اتكال ريم على الجميع لحل مشكلاتها ينم عن ضعف! أصبح الوضع لا يطاق، صرخ الجميع ببعضهم متأففين من هذا الضغط وهذا الدمار. حتى صار الحال لما صار عليه. أما أنا؛ الروح الهائمة الخفية، التي وجدت في هذا المنزل قبل أن تسكن به هذه العائلة، و عاشت هذا العمر كاملا بدون أن يعلم بوجودها أحد، فكنت أنا الشاهدة الوحيدة على ماذا حصل! الانفجار الذي سبب كل هذا الشجار صار نتيجة التماس الكهرباء بالماء نتيجة سوء التخطيط والبناء من المهندس المسؤول عن تشييد المنزل! والمؤسف فعلا أنني روحاً لا تملك صوتاً مسموع، لأوقف هذا الشجار العظيم الذي صار أمامي وتصعّد حتى كاد يدمر هذه الأسرة دون القدرة على إيقافه!


رغد النغيمشي



١٣ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comentários


bottom of page