أحاول النوم. شكوكي لا تأبه بي تتحدث بعلوٍ مع صديقة عمرها، النميمة. وأفكاري الانتحارية مُواربة الباب تنتظر يأسي بأي لحظة والقدوم إليها. أما سلبيتي فهي جسورة لدرجة إنها تضع رجلها الرمادية على مقدمة وجهي، حتى تسنى لها رسم صورة بشعة على الجدار خلفي بدقة. "إنها تشابهك" تقولها لي يوميا فتبتسم بسعادة. لكني أنام وفي صباح اليوم التالي أذهب للعمل وهناك أحادث الآخرين وأقضي جل وقتي معهم، لست لأني أنسى مَن ينتظرني في منزلي. لكني أصبحت لا أهتم كما لو أن طاقة شخص آخر وضعت بي. شخص لا أعرفه لكنه أشجع مني وأصدق.
كان شبح الموت يحوم حولنا. لم أستطع الإشارة إليه بوضوح لكني أشعر به وهو يتباطأ بالمشي لإثارة خوفِنا، لكننا لم نكن خائفين منه، كنا فقط متعبين من أنفسنا ومنه ومن الانتظار، بأن تكون الأشياء جيدة من جديد. لكن هل في مقدورها أن تكون كذلك؟ فلقد رأيت شبحًا أشد رعبًا يسكن في تجاعيد أبي، شبح الألم أراه بوضوح وللمرة الأولى غارسًا أظفاره في قمة رأسه، كذئب يترك علامات تُثبت أحقية امتلاكه لفرائسه. لكني أقف بالخلف أراقبه وأرسل إليه أكثر ما أحتاجه الآن، قبلات الطمأنينة. أشعر بقدمي وهم ترتجفان من الحزن لكني لن أستريح. أشعر كما لو أنني أقدم مُناجاة صامتة لكنها عميقة. مُناجاة لا تُطلب لكنها ضرورة.
منار العتيبي
Comments