بدأَ بتقلِّبِ ذكرياتِ ماضٍ عبَرَ بجمالِ أيَّامِه في وقتٍ ساءَتْ به أحوالُه وكدَّرت عليه صفو حياتِه، حنّ قلبُه إلى أحبابٍ ناءَتْ عيناه عنهم ولكنَّهم استوطنوا أعماقَ قلبه، دمعَت مقلتَاه شوقًا لرؤيةِ أخلَّاء الأُنسِ وأصحابِ المسرَّة، فاحتارَ معَ مَن يبدأُ بالسَّلام أوَّلًا.
كان في كلِّ مرَّةٍ يفتِّش في رسائِله مُتمنِّيًا وجودَ رسالةٍ تسرُّ خاطرَه وتجبره، متوقعًا بأنَّ الوفاءَ ما زالَ باقيًا كصفةٍ بين المُحبّين وأنَّ ما يُفكِّرُ به هو ما يُفكّر به العزيزون على قلبِه.
في كلِّ مرةٍ يجتمعُ بهم يجِدُ ما لَا يُحظَى به في بُعدِهم،كانوا ينثرون كلامًا مُنمَّقًا تعبيرًا عن حنينِهِم، وحينَ لحظةِ العناق يُشعرونه باستمراريةِ ذاكَ الودّ المفعَم بالوَلهِ والوَجْد، لكن مرة بعد مرّة واجتماع بعد فرقة علِمَ بأنَّ غيابَهم كان -فعلًا- صعبًا لكن وجودهم أصعب!
جواهر الرشيد
Comments