أشعر بأنني فقدت قدرتي على الكتابة، اعتدت ممارسة الكتابة لأواجه الألم الذي يتغلغل في أعماقي، ولكنه فجأة بدأ يكبر بشكل مُخيف وينتابني الرعب من التفكير في مواجهته، أتخيل دوماً بأنه سيهجم علي في أحد الأيام، سيتخذ له جسداً من كل تلك المسودات المتراكمة وفي لحظة انغماسي في كتابة نص جديد سيهجم علي ولن أقوى على مواجهته...
ساخرة هي حقيقة الحياة، أعتقد أنني واجهت أكبر مخاوفي، أعتقد بأنني شجاع بما يكفي لإخراجها ومواجهتها، ولكن عندما أختلي بكل تلك الأوراق التي تحمل بداخلها كل تلك الالآم التي واجهتها على مر السنين، كل تلك الأمور التي سخرت منها لأقنع نفسي بأنني شجاع، أعلم حينها كم أنا خائف من مواجهة كل شيء، وهذا ما يدعوني لتقسيمه في العديد من الصفحات، لأواجه هذا الجيش العظيم، جندياً تلو الآخر...
ثم أتساءل من بعد كل جلسة مواجهة، هل أنا حي؟
هل لازلت أتمتع بكامل قواي العقلية؟ أم أنني فقدت جزءاً منها في الحرب التي خضتها من قليل؟
سيعتقد العالم بأنني أُصبت بالجنون، ولكن الجنون حقاً هو أن اعتقد بأنني حي وأنا أحارب باستمرار...
هل هناك سبيل للتفريق بين وجودي على قيد الحياة لأن هناك ما ينتظرني، أم أننا على قيد الحياة لأنني لم أقرر الموت بعد؟
سام
Opmerkingen