ما الذي قد تكونه اليد وما الذي قد يكونه الجناح؟ حتى وإن تشكل السؤال على شاكلة ما فإن الجواب لا يكون بالضرورة متشكلاً ليناسبه. في العيش يكونان وسيلة، قد يتشابه تركيبهما، قد تتشابه وظائفهما وقد تختلف، إن أقرب جواب لسؤالٍ كهذا هو التفكر في ارتباط كلٍ منهما بالروح، وكيف تتشابه هذا الارتباطات، إن اليد لروح الانسان أحد وسائلها للتعبير عنها وترجمة إرادتها إلى أفعال، تضم حين تحب أو تتعاطف، تؤذي حين تكره او تغضب، تتكتف حين تحاول السيطرة أو لمنع سرٍ من أن يكشف، تتشابك في الخلف حين تريد الروح أن تعبر بصراحة. أما الأجنحة فهي وسيلة الروح لأن تنتقل، أن تتحرك من أي مكان لآخر باختلاف الدوافع، أن تصفق لتعبر عن خوف أو غضب. إذا فالروح تعبر بالأيدي والأجنحة، باختلاف وتشابه، كيف يا ترى تكون الأيدي بدائل للأجنحة؟ تأخذ الأجنحة الطير لما يروم، وتجترح الأيدي برغبة القلب والعقل، ما زال السؤال هو هل الأيدي بدائل للأجنحة؟ قد تستبدل اماكنهما، هل ستؤدي كل منهما وظيفة الأخرى؟ نعم ولا، ليس تماماً، هذا ما تعنيه مقدمة الجواب، ليس بالضرورة عليه أن يصاغ ليناسب السؤال، ولكنه ما زال موجوداً.

سديم الراجحي
Comments