top of page
شعار مداد.png

وطن جديد

غُرست كبذرة بين أحضان الثقافة العربية، ازدهرت في ذلك الجزء من العالم، تعمقت جذوري في تلك الأرض مع كل عام قضيته هناك، لكنني اضطررت لاقتلاع جذوري لأعيد غرسها في القارة العجوز.


أشعر بالضياع، كأنني طفل صغير يحاول إدراك العالم من حوله بعدما وجد نفسه في بيئة مختلفة جداً عن كل ما اعتاد عليه! اعتدت أن أعامل الأيام كمغامرات مفاجئه، أخطط للأحداث المهمة فقط وباقي الأمور تذهب إلى محكمة الوقت والمزاج ليتم اتخاذ قرار بشأنها.


لكنني أجد نفسي مجبراً على التخطيط لكل الأمور بشكل مسبق، كل شيء تقريباً يحتاج أن أحدد له موعدًا مسبقًا، حتى جمع أنواع القمامة المختلفة لها مواعيد وأيام محددة في كل شهر يتم تغييرها سنوياً، أحتاج لقصة شعر جديدة؟ يجب علي حجز موعد مسبق مع صالون الحلاقة. أريد الذهاب إلى النادي الرياضي؟ يجدر بي حجر موعد لذلك…


تأخرت يوماً 15 دقيقة على موعدٍ مع الطبيب، طُلب مني أن أحدد موعداً آخر، الزيارة بأكملها تمت جدولتها لتكون 15 دقيقة فقط ليحدد الطبيب إلى أي مختص يجب أن أذهب. أصبحت أتفقد ساعة يدي أكثر من هاتفي الذكي خوفاً من أن تسبقني عقارب الساعة، أصبح التقويم هو صديقي الحميم الذي أتفقده في الصباح والمساء.


ينظُر لي كل من حولي باستغراب عندما أخبرهم أنني لم أتمكن من ركوب الدراجة بعد، يتساءلون وهم مبتسمون، كيف تنوي العيش في هولندا وأنت لم تتعلم ركوب الدراجة الهوائية بعد؟ ليس لدي جواب لذلك، لكنني لا زلت أتعلم كيف يجب علي أن أقضي حياتي هنا، كل شي مختلف، حتى طريقة تعامل الأشخاص مع بعضهم.


أسرح بخيالي وأفكر هل أنا شخصية خيالية تعيش بداخل عقل كاتب؟ أم أنا روح طفلٍ خُلقت بداخل جسد رجل؟

أجدني مستمتعاً باكتشاف العالم من حولي أحياناً ، لكنني أفتقد كل ما تألفه روحي في أحيانٍ أخرى.


سام






١٣ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل
مشاعر

مشاعر

Comments


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page