في آخر شتاءٍ من العقد ولد من رحمِ العلمِ "كرَاون"، سلاحٌ صنعهُ العلماءَ.
لينقذ العالم ويبقي الناسَ حبيسةً لمنازلها. الطبيعةُ عادت خضراء والسماء لا يشوبُ صفائها لوثٌ، وأنقذَ الأرض ولكن البشر..
كانَ كروان مبرمجًا للانتشار السريع ووسيلة التفادي الوحيدة هي التباعد، وكان هذا هو لب المعادلة التي يهدفُ إليها علماء العالم: تباعد = اشتياق = تقارب
وكأي هدفٍ نبيل تبعاتهُ نبيلةٌ أيضًا، فقد خلقَ معاناةً تهدف للمساواة بينَ جميعِ البشر، فالاقتصادُ أنهك، والجوعُ أصبحَ ضيفًا على موائدِ الأغنياءَ قبل الفقراء، هدمَ ذلك الجبل، وتساوى أرضًا مع التلال. ولكنه أصبحَ يواجهُ الكرهَ في كل مكان!
لم يفهم البشرُ هدفهُ النبيل، لم يفهم قومهُ أن غاية الفوضى هي حمايتهم، شعرَ بشعورِ هتلر حينما أساءَ فهمه الألمان! وقنبلةُ هيروشيما حينما شتمها الأمريكان، لم يفهم البشر فلسفته، فقد قدم لهم خدمةً عظيمة، أعادَ تشكيل مفاهيم الحبِ وأصبحت المصافحةُ كراهية، الابتعاد أُلفة والقُبلة عِداء خالص.
أرادَ تخليصهم من الهوس الجسدي وتعليمهم أن الروح هي الملاذُ الوحيدُ للحب، ولكن البشرَ كعادتهم استطاعوا إيجاد مهربٍ للكراهية، وأصبحوا يدمرون العالمَ بالعناق.
عبدالله السبيعي
댓글