عادت ذات ال70 خريفًا متأخرة بعد يوم طويل من العمل علها تحظى بسويعاتٍ من الراحة قبل أن تعاوده مرة أخرى، استيقظت وهي لا تريد أن تستيقظ كانت كمن يساق إلى الموت، كان هذا ديدنها منذ تخرجت من الثانوية ظلت تعمل هنا وهناك حتى تغطي كل النفقات ويعيشوا حياة ميسورة، كانت العائل الوحيد لأي اسرة تعيش معهم نظروا اليها وكأنها المسخ الذي تجسد الفقر بشكله.
صباح الأثنين فتحت عيناها وهمت بالنهوض شعرت بالفراغ فجأة رغم امتلائها، أحست بغربة مهيبة رغم أن لا شي اختلف، تلفتت في كل الاتجاهات تبحث عن إجابة ورأت جسدًا شفافًا مستلقيًا على الحصير مكان نومها تفحصته أكثر بعينها، لقد كانت روحها نائمة!
تكومت ككرة بشرية مجرد أن استوعبت ما كانت تنظر إليه وجلست بجانبها دون الذهاب لأي مكان، أصبحت غريبة وسط المألوف، لم تنجح أي محاولة للكلام معها، فمهما تكلم من تكلم لم تكن تجيب أو تعطي أي ردة فعل جلست تسمعهم وتفهمهم ولم تجب لم تأكل القطط لسانها، لكن فقط لا شي داخلها تستطيع أن تجيبهم به بدت ككتلة من الأسى بجانب روحها النائمة، جلست وجلست مضت السنون والأعوام وجسدها قابعٌ بجانب روحه ينتظر استيقاظها، أغلق الجسد عينيه بعد كل تلك الفترة الطويلة وأكمل النوم الأبدي بجانب الروح.
جمانة الفراج
Comments