top of page
شعار مداد.png

يموت بمجرد اللمس


إحدى أيامِ ديسمبر 2019


طرقتُ الباب على شخصٍ كان يأكل خفاشًا، لقد كان أبشع شيءٍ قد رأيته على الإطلاق، أردت فقط أن أنصحه أن يتوقف عن أكلِ هذا الكائن، لكن الرجل قد تعِب فجأة، مباشرةً بعد لمسي له.


يا إلهي ما الذي حصل!

هل أنت جاد!

فلتتنفس فلتتنفس؛ لا تنَم أرجوك، هل تسمعني؟!

تركته لوهلة ثم عدت بالنجدة.


حينما وصلوا تركتهم معه، وبعد لحظات سمعت صوت طنين شيءٍ ما.

ورأيت خطًا مستقيمًا، علمتُ أن صوت الطنين يعني أن قلبه قد استراح من النبض، إلى الأبد.


يومٌ آخر، وجثثٌ أخرى تسقط أمامي!

منذ البداية كنتُ أريد التحدث لكن لا أحد يقف ليستمع!

هل أنا باسيلسك؟! إن كنتُ كذلك فهذا يعني أني سأموت لو وقفت أمام المرآة ونظرت لعيناي! من المؤكد أني سأفعلها في النهاية.


حاولت جاهدًا أن أكون قريبًا، أن ألمس الناس لأُريحهم؛ لكن في كل مره أقترب من بعضهم، ينتُج عن اقترابي ساحة إعدام مليئةٌ بجثث الذين قد لمستهم.


لقد أردت أن أخبرهم أني لست شريرًا، أردت أن أكون كشبح هاملت، فقط لأقول لهم أني لست سمًا ولا سيدًا للشر، لستُ إلا كائنًا كُتب له أن يكون أبكمًا للأبد، على أمل أن يفك شفرة مشاعره أحدٌ ما، في يومٍ ما!


لا زالت الأبواب موصدة، والشوارع برغم امتلائها خاوية، وقلوب أهلِ الأرض قد تغيرت؛ منذ لحظة وصولي.


على أمل أن يكون رحيلي قريبًا، كي يعودوا كما كانوا، بضحكاتهم التي لا يخفيها أي شيء، و لحظات العناق الطويل الذي اعتادوا عليه و منعتهم منه من دون قصد.


أظن أنهم سيكونون دائمًا (على أمل) طالما أنني معهم، لقد حان وقتُ النظر في المرآة.



نوره السالم



١٨ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل
مشاعر

مشاعر

Comments


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page