سديم طفلةٌ في الثامنةِ من عُمرها، تملؤها الأحاسيس والمشاعر ولكِنها لا تعلم تسميتها وكيفية التعامل معها.
فعندما يبكي أخوها الأصغر في الليل يُزعِجُها ذلك:
كُفّ يا ساري عن البُكاء… أُمي أُريدُ أن أنام، هذا يُزعِجُني .
وعِندما تُثني المُعلمةُ على خطها الجميل فيعتلي على وجهها بسمة لطيفة:
أحسنتِ يا سديم يا لهُ من خط مُرتبٍ وأنيق.
وعِندما تُعانِقُها أُمها قبل النوم وتروي عليها حِكاية المساء فيملئ قلبُها دفء غامر:
تُصبحين على خير يا حلوتي سديم، أحلامٌ سعيدة … أُحبكِ.
ذات مساء سألت جدها وقد خط الزمن على وجهه علامات المعرفة والعلم..
جدي لماذا أحياناً أشعر بأن قلبي يرقص وأحياناً أشعر أن قلبي فارغ؟
وكيف ذلك يا عزيزتي سديم؟
لقد أثنت المُعلمة بالأمس على خطي بالدفتر فإذا بي أبتسم من غير قصد مني وكان قلبي فرحٌ سعيد.
إنها مشاعر الفرح يا حلوتي وهي تُراوِدُنا عندما نكونُ سُعداء
وهل أستطيع الاحتفاظ بها ؟
نعم عن طريق تذكر المواقف الجميلة والذكريات السعيدة…
وماذا عن إزعاج أخي بالليل؟ فهو لا يوقف البُكاء فأود أن أصرخ بأعلى صوتي في وجهه.
نعم هي أيضاً مشاعر ولأنها مشاعرٌ لا تجعلنا سُعداء فينبغي علينا تعلم كيفية التحكم بها
وكيف ذلك ؟
فلنتخيل أن لدينا غُرفةٌ كبيرة مليئة بالكثير والكثير من المشاعر فإذا نظرتي لليمين تجدين مشاعر لطيفة كالحب والمرح والاسترخاء واللطف وإذا نظرتي لجهة اليسار ستجدين نوعاً آخر من المشاعر كالغضب والتوتر والإحباط واليأس، والآن وبعد أن استطعنا التعامل مع المشاعر الجيدة بتكرارها عبر الذكريات فبرأيك ماذا نفعل بالمشاعر المُزعجة؟
نهرب منها ياجدي
ضحِكَ الجدُ قائلاً:
ستلحق بنا الى الأبد… لا بل علينا مواجهتُها فعندما نشعر بالحُزن علينا أن نعرف السبب ثم بعد ذلك نُعطي أنفُسُنا بعض الوقت، وأخيراً علينا دخول غرفة المشاعر لِنستبدلَ الحُزن بفرح وسرور.
جدي أين هذه الغُرفة ؟
في عُقُولِنا يا صغيرتي هُناك حيثُ نُفكر.
علياء النشواتي

Comments