متقوقعًا على نفسي، وجدتُ مأوى بين الجدران المحدّبة.
في عمقٍ دافئ يصفه البعض بالعدمِ أغوص بلا هدى، مستمعًا إلى ضوضاء بعيدة، متغذيًا على البقايا من كل شيء؛ ما منحني القوة وما حاول إفسادي، ما أمّلني وما أرهبني.
بالكاد أحسستُ بالترحاب.
هذا ليس بقدَري.
حريّ بكَ أن تكون مصلِحًا.
لم أعُد أنا.
أحاديثٌ تصلني؛ من داخل الجدران.
هي دليلي في الظلام.
تُسيطر على رأيي في المغادرة من عدمها.
صاحب المأوى لا يريدني، ولستُ واثقًا إن كنتُ أريده أم لا.
أريد الخروج ولا أريد.
وهذا الحبل هو حلي في كلتا الحالتين.
وصلتي الوحيدة بين الوجود والعدم.
بعد أبدٍ عصيب وفي اللحظة التي قررتُ لفّه حول عنقي، لُفِظتُ.
حل الصقيع محل الدفء، والضوضاء التي كانت بعيدةً صارت تصرعني بوضوحها الآن.
وأطلقتُ صرخة ألمٍ احتجاجًا على اختناقي جراء الجفاف المحيط.
- "مبارك! إنها أنثى!"
ميزتُ صاحبة المأوى حين انتشلتني من بين اليدين الدخيلتين إلى صدرها، لأشعر بالحبل الذي رافقنا يُضغط بيننا؛ مهوّنًا رحيلي عن المكان السابق بهذه الطريقة.
خفقُ قلبها دبّ في قلبي الاستعداد.
وللمرة الأولى أردتُ أن أحيا،
أن أتعرف عليها مجددًا.
أشجان

Comments