top of page
شعار مداد.png

الخروج من الصندوق

وأخيراً حانت تلك اللحظة التي انتظرتها منذ وقت طويل، نظرت للمرآة ورأيتني، رأيتني على حقيقتي كما اعتدت أن أراني في خيالي، وأنا أجزم بأنني لا أُحلم في هذه اللحظة، تحررت روحي أخيراً من ذلك الجسد الأنثوي البائس، خرجت أخيراً من صندوقي المظلم، ذلك الصندوق الذي عزلني عن العالم أجمع، سلب مني الحياة، وأخذ يبتلع أحلامي...

أقف الآن هنا أمامك في لقائنا الأخير، لأخبرك بأنك سلبتني حياتي، أتعلمين أيتها العزلة؟

كم تمنيت أن تكوني رجلاً لأنقض عليك وأقتلك، أو أن تكوني صندوقاً حقيقاً لأكسرك وأبعثر أجزاءك في كل مكان، لأذيقك بعضاً مما أذقتني منذ لحظة ولادتي، لأنتقم لكل السنوات الضائعة، لتشعري بالألم الذي تسببت لي به، أود أن أسألك عمن أعطاك الحق لتفعلي بي كل هذا؟

من سمح لكِ بإخراج أفضل ما في مجموعة من البشر وتدمير الآخرين، بل وربما قتلهم بداخل أجسادهم دون أن يعلموا لماذا فعلتِ كل ذلك؟

هل تختارين من تعذبينهم بسبب آثام اقترفوها؟ هل تحاولين أن تنتقمي للمظلومين؟ حسناً ربما تكون هذه هي طريقتك لإحلال العدالة في هذا الكوكب، ولكن ماذا عني؟

أي ذنب ذاك الذي اقترفته وأنا لم أزل في المهد صبياً، أي ظلم ذلك الذي اقترفته لتنزلي بي لعناتك؟

هل لك أن تنطقي؟ أن تخبريني لماذا فعلتِ ذلك؟

لا تبقي صامتةً هكذا، أريد منك جواباً يوقف نزف الجروح في صدري، لا تذهبي... لا تتركيني وحيداً مع حيرتي..


سماح بالحمر

١٤ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

bottom of page