أصبحت أقوى بكثير مما مضى وكأنني.. خضعت للتداوي من خلالك دون أن أشعر.
كنتِ دائمًا الملجأ الأول بعد الله.. والأخير في كل ظروفي وحالاتي ومصاعبي التي عشتها، وأفراحي التي تراقصت حروفي حين وثقتها، تلك الصفحات التي تحمل بين ثناياكِ مشاعري، ونورًا يعكس شيئًا من شخصيتي وتجاربي.
وثّقت بكِ اللحظات الجميلة والذكريات المؤلمة، وثّقت بكِ وجع الفراق وألم البعد والفقد، وثّقت بكِ انتصاراتي ونجاحاتي البسيطة والعظيمة. وكنت انتعش كل مرةٍ أعبّر لكِ فيها عما بداخلي، اكتشفت نفسي من خلالك؛ ذكّرتني كل حين بما أخبرتك به سرًا عن مزاياي ومواقفي السعيدة، وأثبتِ لي قدرتي على التجاوز من خلال تلك الآلام التي سطّرناها وتخطيناها معًا، فأصبحت أقوى بكثير مما مضى وكأنني خضعت للتداوي من خلالك دون أن أشعر.
كلما اقتربت منك ولمست وسيلة وصولي إليكِ .. القلم، الذي حملته بين يدي آلاف المرات وبدأت برسم أول حرف، ودون أن أشعر وجدته يجرّ خلفه حرفًا آخر، هي حروف مركّبة لكنها تحمل بين ثناياها معانٍ عميقة. عشتِ فيكِ الخيال المستحيل وحققت بكِ أحلامًا لا أعي إن كانت موجودة في الأصل أم لا. وجدتكِ الصديق الذي أُفضي له ما بصدري واتكئ عليه فأبكي وأبكي حتى يجف ما بداخلي وتُقلِعُ عيناي، لا تعلمين كم عالجتِ من جروحٍ عميقة لم يلحظها أحد. احتويتِني، وأبيتِ أن تتركيني وحدي ذابلًا حزينًا. أحبكِ لأنني أشعر بالخفة معكِ وكأن في روحكِ شيء مني.. ولأنكِ لم تتركي خلفكِ سوى الطمأنينة، والسكينة. اعلمي أن ثقتي بكِ تخطت ثقتي في البشر، حقيقة أدركتها! فوحدك من لَمَسَ روحي بطريقة عجيبة، وحمَلتِها على أكُف الراحة ونفضتِ عنها شعث السنين التي عاشتها، كنتِ مرجعي دائمًا وأبدًا.. لا عدمت وجودكِ في حياتي وخُطاي وخطَاياي.
سلافة السحيمي

Comments