أشعر بارتفاع الأمواج وهدئها، صوت تنفسها الماثل على تلك الوتيرة، يصلح كأغنية لسلام العالم. أريد أن أحتفظ بتعابيرها المهادنة قبل أن يغزوها إزعاج العالم، يحتل راحتها باسم الاستعمار.
رن المنبهّ! ها هي الأمواج قد توقفت عن رحلتها إلى الشاطئ وبدأت العاصفة بالهبوب، يقفز جسدي من السرير سريعًا، يقوم بها وهو نصف نائم يخاف أن تستيقظ أفكاره قبله وتلقي بوعي "لماذا أعيش هكذا؟"
أراقب خطاه غير المتوازنة حتى تغادر الغرفة، ولأني أعرف بقية السيناريو الذي تعيشه قطعة الجلد التي كنت أرتديها حتى الأمس أقرر المغادرة أنا أيضًا، فبعد طلبي المتكرر لأخذ إجازة من نفسي، ها هو العالم أخيرًا يجيبني بإعطائي تذاكر خيالية على متن واجب كتابي في فترة الاختبارات لآخر فصل جامعي؛ لكن لا بأس حجزتها على الدرجة الأولى...
وبما أن كل الطرق متاحة في الخيال؛ تجولت فوق قائمة أمنياتي:
ذهبت لبيت الشخص الوحيد الذي لا أشعر بثقل أحرفي عندما أخاطبه، أكتسى وجهي ابتسامة وكأني ابتلعت الشمس بنورها لما رأيتها، ذهبت سريعًا وعانقتها لكنها لم تبادلني العناق، سارت من خلالي وذهبت لعالمها المشغول.
ذهبت لمدينة الألعاب ركبت أكثر الألعاب طفولية، ارتاحت لعدم وجود إزعاج الأطفال حولها، انتظرت كثيرًا في المقعد.. لم تتحرك، أعتقد أنها تعتمد على طاقتهم في تشغيلها.
سرقت وجبة أحد العلية، ذهبت لمكان بإطلاله جميلة، لم أجد ما أتحدث به معي، صوت المضغ كان عاليًا بشكل مزعج.
ذهبت لتأمل الجبال فوق الهملايا، اندهشت لرؤية الثلج أول مرة، ناعم جدًا ومؤلم جدًا عندما تطيل على إمساكه بيدك. مكثت أتأمل الأشياء حولي؛ هل كان الأبيض يعطي شعورًا بالوحدة هكذا؟
عدت إلى غرفتي؛ لم تنته رحلتي لكني سئمت الأمر، عدت لأجد جسدي المتعب يحارب النوم مثل كل ليلة. أتوجه إليه احتضنه، يشعر بدفء مجهول المصدر، يطمئن إليه، فأرتدي جسدي وننام.
لطيفة الداود
댓글