إلى أنا، سالي الصغيرة: إلى ملاكي، روحي وحياتي وكل العالم بعيني ..
أتعلمين؟ لقد أصبحتُ كما تريني الآن بالغة وقواي لم تذهب مني بعد، أنا لم أشخ يا حلوتي بل دخلت إلى بوابة بداية الشباب، لن أكذب عليك بأني بكيت و لم أُرِد أن أكبر! لقد عانيت كثيراً لأخبر الاخرين أني في العشرين وكنت أخبرهم عوضاً عن ذلك بأنني لا زلت في التاسعة عشر، أتعلمين؟ لا زلت أمتلك ذلك اللحاف الصغير المنقط بالأسود والأبيض لا زلت أعانقه على أمل أن أراكِ في أحلامي وأعانقك بشدة معه، اشتقت لك بصدق وأقسم على ذلك، اشتقت إلى السلالم تلك التي كنتِ تجلسين فيها و تتساءلين ماذا سيحصل لكِ في الغد، سأخبرك بذلك حتى لا تنتظري الحياة وهي تؤذيك بإخبارها لك بالحقيقة يا مقلة عيني: لقد كبرتِ جيداً، أصبحتِ قوية مع أنكِ لا زلتِ تبكين ولم تغادر عنكِ عادة البكاء عندما تتشاجرين مع شخصٍ تحبينه كثيراً، لا زلتِ تخافين مفارقة أحدهم ولا زلتِ تتذكرين كل شيء مررت به في الابتدائية، و لم تتخلي عن ذلك اللحاف، لا زلت تعانقينه بكل قوتك حتى تنامي بعمق وكأنك تحمينه ويحميك من ذلك الخوف، قابلتُ زميلة تعرفينها حيث أخبرتني بأنني لا زلتُ أنت لم أتغير أبداً وليتك تعلمين كم أخذتني كلماتها من مكاني وجعلتني أريد أن أعانق كل قلب مر بجانبي.
إلى أنا البالغة :
هنا الأجواء جميلة لقد انتهيت من كتابة واجب الخط وواجب الرياضيات عن القسمة المطولة! انهما منهكان جداً وأنا لا أحبهما، هل أنتِ بخير؟ هل أصبح عالم الكرتون حقيقةً عندك؟ هل لا زلتِ تشاهدين سبيستون؟ هل عرضوا حلقة كونان الأخيرة؟ هل أصبحتِ تأكلين المعكرونة بكل أنواعها؟ ماذا تدرسين؟ و هل كل عائلتي بخير؟
عندما أنتهي من واجباتي سأنام و ربما سأخبر خالتي أن تكتب لكِ رسالة، لا زلت لا أعلم ماذا أفعل مع أستاذة الرياضيات التي أخاف منها ماذا أقول لها وماذا أفعل، هل أصبحت طيبة معك؟
عندما ينتهي كل شيء وتكبرين أكثر أخبري أطفالك أن يلعبوا معي، أخرجيني ودعينا نتبادل الأدوار لمرة، أنا أتنفس الصعداء وأنت تنامين في داخلي، أنا لا زلت هنا في قلبك لم أذهب أبداً منذ اللحظة التي لم تفارق ذكرياتي مخيلتك، أخبري أطفالك بأنني كنتُ مكانهم يوماً و كنتُ طفلتك الوحيدة حتى جاؤوا، احْمِهم رجاء و اعتني بهم حتى يكبروا جيداً ، سالي الكبيرة لقد رأيت كل شيء، معاناتك وصبرك وحتى تحليقك لقمة العالم، كنتُ أعلم منذ البداية أنك ستنجحين، لستِ مجبرة على إخباري بكل شيء لأني أعلم، ربما سيكتب الله لنا لقاء في الفردوس وربما سألقاك في المنام وربما سألقاك دائماً أمام كل المرايا، أحبك بحجم ذلك الفيل الذي لمست خرطومه يوماً.
نورة السالم
Comentarios