كانوا أشخاصًا آخرين أولئك الذين صادفتهم وسط الزحام، وما كان أكثر عددهم، لكني شعرتهم متشابهين، مألوفين بذات الطريقة الموحشة، كأنني اعتدت على رؤيتهم وعرفتهم عن كثب. لا فرق بينهم، إنهم جميلون من الخارج، مشوهون من الداخل، لم أرغب قط في رؤية أشكالهم الحقيقية، كنت على يقين بأن حياتي ستتحول إلى كابوس أبدي لو أني فعلت، لذا أتحاشى التحديق في تلك الوجوه، أتخيل أني لو أطلت النظر إليها فإنها ستغوص في قبحها، ستسقط من فوق تلك الأعناق وستتدحرج قريباً من قدمي، وسأبكي فزعًا لمنظر المحاجر السوداء المفرغة، لذا سأغلق عيني، سأغلق عيني حتى ينجلي الخطر.
ريوف المقيطيب
Comments