(١)
نحن من يعطي الأشياء قيمتها، صغيرة كانت أم كبيرة.
فلولا تفاني أرض وطنك بالازدهار لتوفير أكرم حياة لك، ولولا بريق ذلك الكرسي الفضي لإثارة غراب يتنزه، ولولا "صراعات" الموضة التي زرعت وهم ارتفاع قيمة السلعة بأهميتها...
لمَا تباينت النعم، ولا أدركت أبصارنا حجم ما تراه
ولكن العجَب يكمن في أني أنا وأنت من يضع للشيء وللشخص قيمة، ونحن أيضًا مَن بلحظة قد يرى التمسّك بهذه الأرض لا قيمة له.
أنا وأنت من يعطي كل ما حوله قيمة ناسيًا -أو متناسيًا- أن قيمتها فيما تعطينا إياه لا فيما نراها عليه.
(٢)
مع حلول المساء، يغشى قلبي نعاسًا
يلهث داعيًا أن تشرق شمس الصباح قبل أن تؤلمه ظلمة الليل
كان كاذبًا، لم يكن ذلك نعاسًا، ولم يكن يخشى ظلمة الليل، إنما يرتعش ذعرًا مني
خائفًا مني، أن يرى وابل أحلامي وأمنياتي يغشى ظلمة الأيام، خائفٌ من أملٍ يبدّده ألم.
(٣)
في طريقها للمنزل، وقفت صغيرتي تحدّق في عريّ شجرة الربيع
ببراءة، ذهبت لتضع فستانها المليء بالزهور الملوّنة في الثلاجة هامسةً:
-"هكذا سأحمي أزهار فستاني من فصل الخريف".
غدير السناني
Commentaires