top of page
شعار مداد.png

مُلك

كان يسافر عبر الصحراء مع ناقته التي ضمرت من كثرة الحل والترحال..

يمتلك قِربة بها ما يكفي لأن يرطب شفتيه بين الفينة والأخرى، وزادًا من التمر، اعتبر نفسه غنيًا جدًا؛ فمن ذا الذي يكون زاده تمرًا وفيرًا في السفر، واثقٌ جدًا فلقد خبر الصحراء حتى شعر أحيانًا أنه جزء من تكوينها هو و ناقته.

قصد واحة خبرها من فترة بعيدة، دعا الله كثيرًا أن يكون في الواحة بعض الماء فلم تمطر منذ زمن!.


وصل إليها..

كانت لا تزال تحتفظ بشي من الماء وكأنها جوهرة وسط كل تلك الرمال، اغتسل و شربت ناقته حتى ارتوت.

نام تحت ظل شجرة بعد أن ملاء قربته بالماء، نام وهو مطمئن يشعر أنه أغنى شخصٍ بالوجود نام و كأنه الملك الشرعي لكل تلك المساحات الذهبية، دخل في عمق النوم بعد أن استوى جسده من أشعة الشمس و طول الطريق، ثم ما لبث قليلًا حتى عصفت الرياح؛ استيقظ و حاول التمسك بما حوله، لم يستطع أن يفتح عينيه وسط العاصفة و الأتربة أغمض عينيه و استحمل ضربات الرمال الدقيقة لجسده؛ لا تؤلم ابدًا ما دامت ساكنة ككثبان رملية، تكتسب شراستها حينما تطير مع الرياح!.


عندما هدأت العاصفة فتح عينيه ببطء ونفض الغبار عن نفسه، بدأ باستكشاف ما حوله لكن كل ما حوله هو كثبان الرمال، أحس بالضياع حتى خرجت ناقته الوضحاء من بين الكثبان!، لكن لا شيء من متاعه عليها، لا يعرف حقًا أكانت تلك رياحًا أم عفاريت سرقت مُلكه، عاد مسافرًا غريبًا و فقيرًا وجائعًا بلا أدنى مُلكٍ سوى نفسه ووضحائه.

جمانه الفرّاج




٣٦ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page