top of page
شعار مداد.png

اختفى ظلي

"لا أرى انعكاسًا لي في المرآة، هل أنا غير مرئية حتى لعيني!"


ذات يوم اختفى ظلي، باغتني شهاب وخطفه، كنت أريح عيناي فقط، نفيت من دولتي عشت في جزيرة وحيدة لا صاحب ولا ظل حتى الشمس هربت مني وفي قرصة برد وحدتي الموحشة تآكلت روحي بدأت أنسى أين ولدت ومن كنت، وكأني صفحة بيضاء تشعر أنها كانت تحوي رسومات.


لم أعد أشعر بالجوع أو العطش، أصبحت أرى من خلال يدي ونسيت مشاعر الهلع، استيقظت اليوم أتابع شخصًا آخر، أمشي حين يمشي وأقف حين يقف أختفي في الظلام وأشاركه اليوم في النور، لا أعلم إن كانت المشاركة هي الكلمة الصحيحة لم أعد أعرف شيئًا.


أصبحت أرفه عن نفسي بالاختباء وتركها تبحث عني بين الظلال أشير لها أحيانًا.. إلى أن عدت وحيده لكن ليس تمامًا تشاركني الظلال الأخرى لكن لا أحد منا يتحدث للآخر أو يتواصل مع الآخر، أشعر بأني أختفي أكثر هل يمكن أن أصبح أقل من ظل!؟ هذه الفكرة أيقظت شعور رعب يتملكني رغم إنني نسيت كيف أخاف منذُ زمن عندها، وجدت نفسي أركض تلفتت لي بعض الظلال، هذي المرة الأولى التي أرى ردة فعلهم على أحدنا وكأنهم يرونني للمرة الأولى، انشغل فكري بالظلال فارتطمت بأحدهم ...كم اشتقت لشعور أن أكون ملموسة حتى لو كان بضرب أو ارتطام أن تكون شفاف يشبه أن تكون غير موجود من الأساس.. أرفع رأسي وأرها!


أوه يا رب تداهمني الذكريات وتملأ روحي بأشخاص وينتفخ قلبي بأحاسيس نسيتها وتمتلئ صفحات عقلي بذكرياتي.. هذا ظلي! كنتَ لي كنتُ شيئًا أكبر من ظل.. كنت بنت أحدهم كنت عزيزة أحدهم كنت أحب وأكره كنت شيئًا مهمًا ليكون لي ظل، ولم يكن هناك أي شهاب! أو حالة اختطاف!


كنت أراقب النجوم والشهب أرى في بريقها انطفائي، أطفأت نفسي وقزمتها ألغيت مشاعري ومن أحب، عزلت نفسي عن الجميع صرخت على روحي أنها لا شيء.. أنا فقدت نجوم روحي لقد ترامت روحي وأخذت ظلي معها.. بينما احتضنت هويتي وروحي وأنا أرتجف شوقًا وعشقًا لنفسٍ ارتمت علي فكره.


هل ظلي كان أكثر من ظل؟


الهنوف القحطاني




٣٠ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

bottom of page