top of page
شعار مداد.png

الانعكاس المخفي

تاريخ التحديث: ٢ يونيو ٢٠٢٢

أينَ أنا؟! في بحرِ النفيِ في دواماتِ التيهِ.. في غرفةٍ مليئةٍ بالمرايا قد قيلَ بأنني سأجدُ فيها من أنا. وقفتُ أمامَ أولَ مرآةٍ بها ولم أرَ نفسي! فاضتْ بي أسئلتي على ساحلِ الشكِ، كيف سأجدني بين الكثيرِ من الانعكاساتِ مادمتُ لستُ بأحدِها؟


لجأتُ إلى الكتابةِ فلربما أرى انعكاساتِ روحي بها، فلربما هي من ستجعلني أبصرُ تناقضاتي، من ستضعني أمامَ أحرفي لأدركَها، لأوقنَ بكلِّ جوانِبِها الظاهرِ منها والخفيِ حتى سكبتُ جميعَ أحرفي بين الصفحاتِ لأصلُّ لتلكَ النهايةِ التي حيرتني لأعودَ إلى نقطةِ التيهِ.


أصابني يأسٌ فحالَ بيني وبينَ أن أوقنَ بأنني لم أعش يوماً كما أنا، جلُّ ما رأيتُه في المرايا هو من تمنيتُ لقائَهم بانعكاساتهم بدلاً مني؛ حبي بـأن أكونَ مثلَهُم قد تملَّكني حتى أنساني هُوُيَتِي نفسها، هُوُيَتي التي ارتأيتُ بأن الكتابةَ هي السبيلُ الوحيدُ لاكتشافِها لكنها حجبتْ عني حقيقةَ نفسِي .. فليس الغوصُ في معانيِ النفسِ العميقةِ إلا هروبا من واقعِ أنك لن تدركَ نفسكَ أبدا..


طأطأتُ رأسِي للأسفلِ حسرةً على ما أمضيتُهُ في طريقٍ كنتُ أجهلُه، في سبيلً جعلني أكتسِي نجاحاتٍ هم أرادوهَا لهم، ليخبروني أخيراً بأنني أمضي بحياتي بالاتجاهِ الصحيحِ بينما أنا لا أفعل..


نعمْ أنا العالقُ بينَ المرايا ولا طيفَ لي في أحدِها؛ أنا المنهمكُ المتأملُ أبحثُ عن انعكاسٍ ضئيلٍ به نفسِي، فلربما أظهرُ يوماً ما!


بقلم الكاتبة : طرفة عبدالرحمن



للاستماع:

٢١ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

bottom of page