top of page
شعار مداد.png

طيف الكتابة

تاريخ التحديث: ٩ يوليو ٢٠٢١

كلما رأيتُ خطوطَ الأسطرِ في دفتري تذكرتُ خط الاستواءِ الذي منهُ تولدُ حكاية، فأبدأ أسردُ حكايةَ الإنسان، أنا، ثم عندما انتهتْ حكاياتي رفعتُ رأسي عن الورقة، فإذا بي أرى العالمَ حولي.. كان أشياءً تشبهُ الأفكار، الناس الذين يعيشون فيه يثيرون الأسئلةَ والشعور. يتحركون مندفعين إلى الحياة، أو غير آبهين بشيء، لكنهم يحملونَ الحياةَ والأنفاسَ معهم.


أنتشلُ كلَ من أرى إلى عالمٍ من ظِلال، حيث حياةٌ أخرى من زاويتي، فأتنفسُ الحياةَ مرتين، لم يطلبني شيءٌ الكتابةَ عنه، إلا أنني أشعرُ وكأنهم ينادونني، حتى الجماداتِ تسعدُ وتبكي، من سيكتبُ بكاءَها وأفراحَها؟ خطوطُ الأوراقِ دعتني، فقررتُ أن يكونَ الحرفُ الأولُ ماثلًا، ثم اشتدت الحروفُ نحوه، لحكايةِ طيف، تلكَ التي تكتبُ الأفكارَ باللونِ الأحمرِ لتراها، لا لتقتُلَها، لتحاصرَها بفكرةِ المكان، فتعيشُ بين ثنايا ورقة..


لم تمرْ دقائق، حتى صار الخطُ الأولُ خرائطًا من ورقٍ، بات الآن مرئيًا، وكلُّ سطرٍ فيه يحكي حكايةَ طيفٍ ينمو ويمتد، سميته طيفَ الكتابة.


بدأتُ أكتب، مرةً أخرى، كلَ يومٍ تقريبًا، لم أكن أعرفُ أن خطوطًا ظننتها وهميةً يمكن أن تسمع، ويمكنها أن تعرفني، هل كانت الأفكار أطيافًا؟


تلك الأفكارُ التي تُرى تنمو، وكلما نمتْ اتسعَ العقل تتكاثرُ فيه، وتطوف كلَ مكان، لتنقل عبر الكتابةِ رسالة، محتواها عناوين، كل عنوانٍ يشبه طيفًا، وكل طيفٍ قصة، والقصصُ تحملُ شعورًا، وحياة.


كلها تُكتب لأنني أحبُ أن أكتب، وكلما كتبتُها أفكرِّ، كيف يكون الإنسان طيفًا بألوانٍ مختلفة؟ دون أن تكونَ كلُ السطورِ سواءً، دون أن تكون إنسانًا بطريقةٍ ما، فلا أجدُ جوابًا إلا أن أكتب، وأن لا أكتفي من حرف، لأكوِّن المتتابعةَ التي لا يوقفها شيء، تبدأ بحرفٍ على سطر، ثم تكرر نفسها حتى تكتملَ الصفحة. 


بدأتُ المتتابعة برسالةٍ لك، أنني أحبك، رغم كل الأضواءِ التي تحيد، ورغم كل الأطيافِ التي تأبى أن تُرى، ورغم تأخرِ ولادةِ الأحرف.


الشيماء آل فائع




للاستماع للنص 🎧

٦٦ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

bottom of page