إلى دجاجتي العزيزة
أما بعد..
أود أن أعتذر عن كل مرة نعت أحدهم بالدجاجة لأنه كان جبانًا أو ضعيفًا؛ أعتذر عن كل مرة أخذنا فيه بيضة من بيوضك سواء أكانت بيضاء أم بنية حتى بعد ما عرفت أنه لن يفقس ظللت أشعر أنه ذنب موجع!.
يا دجاجتي الحمراء لم أر بشجاعتك أو قوتك مثيل! ذلك اليوم حين اقترب أحدهم من صغارك وقمتي بجرحه بمخالبك هرب ذلك الجرو ويا مفاجأتي حينما احتجنا لطبيب بيطري يعالج جراحه ويخيط جُرحه خمس غُرز فوق فكه ذو الأطراف السوداء ليزيده قبحًا،كنت قوية أقوى من أي أحد في المزرعة حتى القطط شجاعة وقوية ورغم ذلك لا تقترب إلا حينما تتأكد أنك غافلة تمامًا وبعيدة جدًا عن القن لتأخذ ما تريد.
ذات مرة هرب جارح القط الأسود بمجرد رؤيته لك تركضين وقد سقطت حبة الذرة من منقارك رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من التهام كتكوت حُشر في الزاوية والذي لم يكن أحد كتاكيتك حتى، كنت أضحك وقتها من جُبنه من ذا الذي يهاب دجاجة!
أو ذات نهار حينما كانت السماء زرقاء ناصعة والشمس في وسطها حارقة، بينما كانت كل الحيوانات في مخادعها تحت الظلال هاجمتكم الأفعى نقرتها بمنقارك الذهبي الحاد في عينيها وأصبحت عمياء لم تنتظرِ برهة تستوعب الأفعى أنها عميت بل قمت بإمساكها ورميها في السماء لتسقط في جوفك وتبتلعيها معلنة فوزك خلال دقائق قصيرة؛ بينما كُنت على باب القن واقفًا بالفأس محاولًا قتلها لكن يقتلني البرد وترتجف قدماي رغم أن العرق كان يتصبب من كل أجزاء جسدي حتى ابتل ثوبي الأبيض وتغير إلى ما غير ذلك اللون، كنت شجاعة لم تهربي بل حاربتي وأكلت عدوك الممسوخ عديم الأطراف دون خوف!
دجاجتي الحمراء كُنت أشجع وأقوى مخلوق عرفته حتى الآن.
اليوم أكلت لحمك وأشرب معه دمعي تفردت بقلبك حتى يكون لي قلبُ شجاع، حنون و قوي أن يكون لي قلب دجاجة!.
من طفل أجبن من دجاجة.
جمانة الفرّاج
