top of page
شعار مداد.png

لو وهل

سيدة البقاء كانت "لو" بجبروتها وعظمتها، هيمنت عليّ وعلى أحاسيسي فكنت على بعد حصاتين من الهاوية. أيعنت النظر مطولًا في جميع السياقات من حولي ولزمت أكثرها أمانًا فابتعدت. فيما تلى البعد حضرت "هل" واستقرت على العرش وصاحبتها الظنون، الحاشية.


لو أني ما ظننت بـ "هل" ظن المصدق للشكوك ما كلفتني أفكاري الليالي الماضية، لكني تجرعت من كأس المضي سابقًا وما كان لي أن أستبصر الأمر، فغدى المضي عادتي الساخرة. فهل يا ترى لو شككت لحظةً بظني، هل ستعود روحي الآسرة؟


بوصلة الماضي كانت خيالاتي ثم حُدّدت اتجاهاتي لاحقًا ببضعة مشاعر، والآن أجهل في أي اتجاه قد أجدني آخره. الهواجس تمثل لي الألوان؛ فالحياة في نظري هي لوحة فارغة، لكنني معها أعيش ولا أعيش، كأني أهيم في فراغ دون سيطرة. لقد وددت الحياة سابقًا بأعمق رغبة دون أن تودّني، فأبت الحياة أن تكون الخاسرة. فها أنا أعيش في شتات من أمري، أعيش تفاصيل دنياي ببعثرة. أمشي بقدر خطوات نملة وتحجب عقلي غشاوة مهيبة، تعيدني للبداية بأيدٍ خالية. لم أعد أخط خططًا ولا أفتش عن هدف، وقد أكون لا أرغب، فالروح بداخلي تبدو فاترة. لا أعلم عني، لست أعرف هذا البرود في روحي، فهي في انتظار أن تكون فانية.


النعم وافرة حتى في أضيق السياقات تكون وافرة، فما بالي أرى سياقي الغني بتململ، أرى الناس حولي بعين حائرة! جهلي بدفء أرواحهم يعد معضلتي، وحيرتي عن أي دفء أبحث وإلى أي زقاق أمضي، فحرارة الأحداث من حولي ليست لبرودي قاهرة. هل لو مشيت بداخل الشمس أو غليت زيت لأدفء روحي، هل ستبصر عيناي سبيل الآخرة؟ يااه لا مرحبًا بـ "هل" ولا ظنونها المهلكة، جنون جوفها يسحق روحي البالية. كم من "هل" أرهقتني سابقًا، وترغم تراهاتها على لحظتي الحالية. يا سويعات الأُنس لفؤادي عودي، يا سنين البؤس كوني عابرة. يا سنين الندم عني ارتحلي، يا سويعات السعادة كوني الآمرة. على أمل أن أجدني في أقرب صدفة، أسأل الله أن يجعل "هل" معدمة. أن تُشتت ألاعيبها أو تفقد عقلها فلا تكون لتساؤلاتي فاجرة.


نورة العتيبي



٢٠ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

bottom of page